متى يحدث الحمل.
يحدث الحمل عندما يلتقي الحيوان المنوي من الذكر مع البويضة الأنثوية بعد خروجها من المبيض إلى الرحم، ويحدث الحمل عندما يتم التلقيح عن طريق إندماج الحيوان المنوي مع البويضة، وتنتقل البويضة الملقحة إلى الرحم وتنغرس في جدار الرحم، وبذلك تبدأ فترة الحمل وتستمر إلى 9 شهور ( 40 أسبوع )، ويبدأ حساب فترة الحمل من بداية ميعاد آخر دورة شهرية.
وهناك العديد من التغيرات والأعراض التي تظهر في فترة الحمل، ويحب على الحامل أن يكون على دراية كاملة بتلك التغيرات والمراحل، لكي تصل إلى بر الأمان وتصع مولودها بصحة وعافية.
وفي هذا المقال سنعرض مراحل الحمل وأعراضه ومضاعفاته، والأدوية التي يجب على الحامل تناولها والأدوية الأخري التي يجب عليها تجنبها في فترة الحمل.
مراحل الحمل.
يتم تقسيم فترة الحمل إلى 3 أقسام وهي:
- الثلث الأول (الـ3 شهور الأولي).
- الثلث الثاني (الـ3 شهور الثانية).
- الثلث الثالث أو الأخير (الـ3 شهور الأخيرة).
وكل مرحلة من تلك المراحل تتميز بأعراض وتغيرات ومعالم طبية للحامل وجنينها على حد سواء، وفيما يلي سنعرض بالتفصيل كل مرحلة من المراحل الثلاثة:
الثلث الأول.
في تلك الفترة يكون نمو الجنين سريعاً خلال الـ3 أشهر الأولي (الأسابيع 1 - 12)، ويبدأ دماغه وأعضائه التناسلية والنخاع الشوكي في النمو التطور، وفي تلك الفترة يبدأ القلب في النبض، ولكن هذه الفترة يكون وضع الجنين غير مستقر، ويكون إحتمال إجهاض أو نزول الجنين كبير، لذلك تُنصح الحامل بالمتابعة مع الطبيب المتخصص لكي يتابع حالة الجنين ويصف لها ما تحتاجه من مثبتات الحمل.
الثلث الثاني.
خلال الـ3 أشهر الثانية (الأسابيع 13 - 27)، تبدأ الأم بالشعور بحركة طفلها داخل الرحم، ويتمكن الطبيب من فحص الجنين بإستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية (السونار)، ويتمكن الطبيب أيضاً من تحديد نوع الجنين إذا كان ذكر أو أنثي، ويستطيع فحص الجنين لمعرفة إذا كان هناك أي تشوهات جسدية في نمو الجنين أم لا.
الثلث الثالث.
خلال الـ3 أشهر الثالثة والأخيرة (الأسابيع 28 - 40)، تشعر الحامل بمزيد من الإرهاق والتعب ويزداد وزنها مقارنة بالمراحل السابقة، وفي تلك المرحلة يبدأ الجنين بإستشعار الضوء ويتمكن من فتح عينه وإغلاقها، ويكتمل نمو الجنين بشكل كامل في نهاية تلك الفترة.
ومع إقتراب موعد الولادة تشعر المرأة الحامل بآلام وثقل في الحوض، وقد تبدأ تشعر بإنقباضات في البطن والرحم تسمى (Braxton-Hicks) في الأسابيع الأخيرة التي تسبق الولادة.
إختبار الحمل.
تكون نتائج إختبار الحمل المنزلي دقيقة تماماً في أول يوم من غياب الدورة الشهرية، وفي حالة كانت النتيجة إيجابية، فيجب علي المرأة الحامل المتابعة مع الطبيب المتخصص لتأكد من الحمل وتحديد تاريخ الولادة.
ويتم تأكيد الحمل عن طريق تحديد مستوي هرمون لغدد التناسلية المشيمائية البشرية في الجسم، أو كما يعرب بإسم هرمون الحمل، ويتم إفراز هذا الهرمون بعد إنغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم.
أعراض الحمل.
هناك العديد من الأعراض التي تظهر على المرأة حتى قبل معرفة وجود حمل أو إجراء إختبار الحمل، وتختلف تلك الأعراض من إمرأة لأخري، بل قد تختلف من حمل لأخر لنفس المرأة، ولكن هناك أعراض مشتركة ومتعارف عليها وتشمل ما يلي:
غياب الدورة الشهرية: غياب الدورة الشهرية هو أول علامات وأعراض الحمل، ولكن لا يعني بالضرورة حدوث الحمل، لإن في بعض الحالات تكون الدورة الشهرية غيرمنتظمة، كما أن هناك بعض الحالات المرضية التي من الممكن أن تسبب تأخر الدورة الشهرية وعدم إنتظامها.
الصداع: الصداع من الأعراض الأكثر شهرة خلال فترة الحمل؛ وذلك بسبب زيادة حجم الدم في الجسم وتغير مستويات الهرمونات خلال فترة الحمل.
كثرة التبول: تعاني الحامل من كثرة النبول في فترة الحمل خصوصاً في الإسبوع الـ6 إلى الـ9 من بدأ الحمل، وقد يكون السبب في الغالب هو إرتفاع مستوي الهرمونات وإزدياد حجم الدم.
نزول بعض قطرات من الدم: قد تلاحظ بعض النساء نزول بعض قطرات الدم، وذلك نتيجة إنغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم، ويحدث الإنغراس في المدة من أسبوع إلى إسبوعين من عملية الإخصاب، وفي حالة حدث نزيف وكان الأمر غير مألوف وغير طبيعي، فقد يشير ذلك إلى مضاعفات خطيرة مثل الإجهاض أو الحمل خارج الرحم، لذلك يجب عليكي المتابعة مع الطبيب المتخصص من بداية الحمل لتجنب أي مشاكل خلال فترة الحمل.
زيادة الوزن: في الغالب يزيد وزن الحامل من 1 إلى 3 كليو جرام في الثلث الأول من الحمل، ويتم إكتساب وزن أكثر خلال التقدم في فترة الحمل.
إرتفاع ضغط الدم: قد تعاني الحامل من إرتفاع ضغط الدم خلال الثلاثة أشهر الأولي من الحمل، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب مثل: زيادة الوزن أو التدخين وغيرها من الأسباب.
حرقة المعدة: قد يتسرب حمض المعدة عائداً إلى المرئ مسبباً الشعور بالحرقة، وذلك نتيجة إفراز الهرمونات في فترة الحمل والتي تعمل على إرخاء الصمام بين المعدة والمرئ.
الإمساك: يؤدى تغير مستوي الهرمونات في الجسم خلال فترة الحمل إلى إبطاء حركة الأمعاء والجهاز الهضمي، مما يتسبب في الإصابة بالإمساك.
تقلصات في البطن: تحدث التقلصات والتشنجات في البطن في فترة الحمل نتيجة تمدد عضلات الرحم وتوسعها، وتلك التقلصات تشبه التي تشعر بها المرأة أثناء الدورة الشهرية.
آلام في الظهر: جميع الحوامل يشعرن بآلام الظهر خلال فترة الحمل، وهذا أمر طبيعي؛ لأن الجنين يشكل وزن زائد على الجسم، ويتمركز هذا الوزن في محيط الجذع مسبباً ضغط على عضلات الظهر.
فقر الدم: فقر الدم هو أشهر الأعراض التي تصاب بها النساء خلال فترة الحمل، ويسبب فقر الدم دوار ودوخة وخلل في التوازن، وفي بعض الحالات يسبب ولادة مبكرة، ويحدث فقر الدم (الأنيميا) بسبب نقص الكالسيوم والحديد في الدم نتيجة إستهلاك الجنين لتلك العناصر لنمو، لذلك ننصح المرأة الحامل بالإهتمام بالتغذية الجيدة، وشرب كميات كبيرة من الماء وتناول الفيتامينات المهمة لعلاج فقر الدم مثل الكالسيوم والحديد لتعويض ما يستهلكه الجنين في فترة الحمل.
الإكتئاب: تصاب الحامل بالإكتئاب خلال فترة الحمل بسبب التغيرات الهرمونية والتغييرات البيولوجية والعاطفية التي تحدث بكثرة في فترة الحمل.
الأرق: يعتبر الأرق وقلة النوم من الأعراض الشائعة في بداية الحمل، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية والإجهاد وعدم الراحة وعدم إستعداد الجسم للوضع الجديد، ويمكن التغلب على ذلك من خلال إتباع روتين جيد للنوم وإتباع نظام غذائي متوازن.
تغيير شكل الثدي: تغيرات الثدي هى من أولي العلامات المبكرة التي تلاحظها المرأة في الحمل، حيث تصبح الحلمات أكبر وأكثر حساسية، وتصبح الهالة داكنة اللون ومائلة للون البني الغامق، وتشعر المرأة بآلام وثقل وإمتلاء في الثديين.
ظهور حب الشباب: العديد من النساء الحوامل يظهر لهم حب الشباب في الشهور الأولي من الحمل، ويرجع ذلك إلى زيادة نسبة هرمون الأندروجين في الجسم، الذي يجعل البشرة دهنية أكثر، ويؤدى إلى سد مسام الجلد،
ويكون ظهور حب الشباب خلال فترة الحمل أمراً مؤقتاً ويزول بعد الولادة.
الغثيان والتقيؤ: الغثيان والتقيؤ هو أشهر أعراض الحمل خصوصاً في الثلث الأول من الحمل، والسبب الأساسي هو التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل.
لا يتم إعتماد هذه الأعراض لتأكيد الحمل، ولكن في حالة الشعور بتلك الأعراض يجب على المرأة إجراء إختبار الحمل المنزلي للتأكد من حدوث الحمل، وإجراء إختبار الدم لمعرفة مستوي هرمون الحمل وتأكيد حدوث الحمل من عدمه.
نصائح للمرأة في فترة الحمل.
يجب على الحامل إتباع بعض النصائح والإرشادات للحفاظ على صحتها وصحة الجنين، وتجنب أي مضاعفات للحمل، ومن تلك النصائح:
- الإلتزام في تناول الأدوية والفيتامينات التي يوصي بها الطبيب خاصة الحديد والكالسيوم وحمض الفوليك.
- ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة والمشي لتجنب زيادة الوزن المفرطة أثناء فترة الحمل.
- مراقبة حركة الجنين أثناء فترة الحمل وإخبار الطبيب بالمستجدات.
- التغذية المتوازنة والسليمة وتجنب الأطعمة سريعة التحضير وغيرها من الأطعمة الضارة.
- عدم تناول أي أدوية بدون إستشارة الطبيب المتخصص.
- النوم الجيد والحصول على قسط كاف من الراحة.
- أخد اللقاحات اللازمة خلال فترة الحمل مثل لقاح الانفلونزا وغيره من اللقاحات المفيدة التي يوصي بها الطبيب.
- الإنتباه للحالة الصحية لتجنب أعراض الإجهاض أو الولادة المبكرة والمتابعة مع الطبيب بشكل دوري.
- الإبتعاد عن العادات الضارة لحصة الحامل والجنين مثل التدخين وشرب الكافيين والكحولات وغيرها من العادات السيئة.
مضاعفات الحمل.
في العادة وفي أغلب حالات الحمل تمر تلك الفترة بسلام دون أي مشاكل ومضاعفات، ولكن في بعض الأوقات يكون هناك أضرار ومضاعفات الحمل والتي تؤثر على الأم والجنين، ويمكن لتلك المضاعفات أن تحدث خلال فترة الحمل أو أثناء الولادة، وفي الغالب تحدث تلك المضاعفات للنساء اللاتي لهن تاريخ مرضي أو حالات مرضية قبل الحمل، ومن أكثر النساء عرضة للتعرض لمضاعفات الحمل النساء المصابات بأمراض مزمنة مثل:
- مرض السكري.
- السرطان.
- إرتفاع ضغط الدم.
- الأمراض الجنسية مثل الإيدز.
- مشاكل الكلي.
- فقر الدم والأنيميا.
- الصرع.
- إضرابات الأكل مثل فقدان الشهية.
- إدمان المخدرات والكحول.
- الحمل في سن مبكر.
- الحمل بعد سن 35 عام.
- الحمل في توأم.
- النساء اللاتي لديهم تاريخ بالإجهاض أو الولادة المبكرة.
بعض الفيتامينات المفيدة أثناء فترة الحمل.
- فيتامين C.
- فيتامين B12.
- فيتامين B9.
- الحديد.
- المغنيسيوم.
- فيتامين B6.
- فيتامين E.
- الزنك.
ويجب تناول تلك الأدوية والفيتامينات تحت إشراف الطبيب المختص لحديد الجرعة اللازمة.